octobre 2010.

octobre 2010.
Master Class Yousri Nasrallah et Tarek Ben Chaabane

vendredi 27 mars 2015

Article à propos rencontre ATPCC autour de ZIARA


حول الفيلم التونسي «الزيارة» لا أحد يرغب في النظر في المرآة

http://www.essahafa.info.tn/clear.gif

ضمن «لقاءات الخميس» التي تعقدها جمعية النهوض بالنقد السينمائي مع المخرجيين لمناقشة أفلامهم، حضر مساء الخميس 19 مارس 2015، نوفل صاحب الطابع وطارق شعبان للحديث عن فيلم «الزيارة». اللقاء نشطه حسن العشي وأنيس الخليفي وذكر المخرج نوفل صاحب الطابع أنّ المشروع انطلق من فكرة كيف يرى التونسي الفصام وكيف يتعامل الناس في تونس مع هذا المرض?
وأضاف أنه لم يفكّر في الأول في بنية الفيلم وأنّ عمله يقوم على الحدس.
وبالعلاقة مع توظيف العلاج بالسنطبالي في الفيلم والرابط مع هذا الفن الذي خصص له شريطا وثائقيا، لفت صاحب الطابع إلى أنّ جماعة السطنبالي تقبل مرض الفصام وتتعامل مع المرضى المصابين به باعتبارهم مسكونين أو أصحاب رؤى وتتم مداواتهم ومعالجتهم بالموسيقى لكن المنظور الطبّي يقدم رؤية أخرى.
وتحدث في اللقاء أيضا طارق بن شعبان الجامعي الذي اشترك مع صاحب الطابع في كتابة السيناريو، وذكر في البداية أن له نظرة للسينما مغايرة لنظرة صاحب الطابع لكن ما يجمع بينهما هو اتفاقهما على أن الخرافة والحبكة هما الأساس في صناعة الفيلم، الأمر الذي أصبح استثناء في السينما التونسية الرائجة التي تبني شخصيات لها مشاكل تحدث في عقولها فقط ، دون رابط بالواقع.
في فيلم «الزيارة»، يقول طارق بن شعبان، كانت هناك رغبة في رواية قصّة كارثة شخصية للتعبير مجازا عن مجتمع في قطيعة مع تاريخه.ولفت إلى أنّ أفلام الكارثة، وهو نوع سينمائي له قواعده، تقوم على الكثافة: تكثيف الشخصيات والألوان والأماكن، وأنه اختار مع المخرج أن يفرغ الشاشة وأن يشتغلا على الصمت والفراغ وأن يقدما أقل ما يمكن من المعنى حتى يلتهم المتفرج الشاشة لا أن تلتهمه ويقتفي خطى الشخصية الرئيسية يوسف وأن يفك شفرات الماضي معه
Tarek Ben Chaabane et Nawfel Saheb Etabaa

وردّا على ملاحظة حسن العشّي حول قتامة الفيلم، قال طارق بن شعبان أن الواقع أكثر قتامة من الفيلم وأن مدار الفيلم هو كيف تتعامل مع تاريخك الشخصي ومن ورائه تاريخك العام، وأضاف أن ما يزعج في الفيلم ربما هو نهايته حين يفشل البطل في لملمة تاريخ انهياره وفي إعادة لملمة أجزاء قصته الشخصية.
كما شدّد بن شعبان على الفارق بين السينما الاستعمارية التي تليق بالبلدان التي يحكمها الخوف، كما كانت الحال زمن بورقيبة وبن علي حين كنا نخاف أن نكشف لسائق التاكسي عن إسمنا، وبين السينما المجازية التي تليق بالبلدان الديمقراطية.
عن حضور موضوع قتل الأب والإحالة على الصورة، في أفلامه، قال نوفل صاحب الطابع أن الصورة مهمة بالنسبة إليه لأنها تخدم الذاكرة وهي من تحمل القصة. أمّا موضوع الأب، فهو كناية عن الأب المتسلط الذي يحكم كل شيء ولم ننجح بعد في تجاوزه.
ويقدم مثال استحضار بورقيبة شاهدا عن هذا الأمر، وقال المخرج أن الإشكال يكمن في كيفية التصالح مع الماضي، وفي تجاوز الأب، لأنّك عندما تقتل الأب تفقد الحماية واليقين.. وأضاف أننا لا نزال في تونس في خطواتنا الأولى، نسقط ونتابع الطريق وعلينا أن نتجنب خطر لفظ الماضي.
لم يتنكر الأمريكيون أو اليابانيون أو الألمان لتاريخهم وعلينا أن نتصالح وأن نقرأ تاريخنا.

وبخصوص كيفية تصوير خيالات الشخصية المنفصمة يوسف ، يقول صاحب الطابع أنه عاد إلى القواعد الاساسية للسينما وتوّصل إلى أن تقنية  champ /contre champ  بالإضافة إلى المنظور الذاتي للكاميرا يصلحان لنقل الفصام الذي يعيشه البطل يوسف الغارق في خيالاته.

وبالنسبة إلى طارق بن شعبان فإن هناك منطقا يحكم الفيلم سماه منطق الإمتصاص كما نتقدم في السيناريو كلما تمتص الحكاية البطل وكلما يتقدم أكثر كلما يخسر مرجعياته لأنّه لا يريد أن يتعايش مع ماضيه ولا يريد النظر في المرآة. ينتهي البطل بالفرار في متاهة المدينة العتيقة لأنه لم يتساءل ولم يتحمل مسؤولية ماضيه على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي قال طارق بن شعبان أنّنا لم نتحمل مسؤولية ما قادنا إلى ما نعيشه اليوم.
الحوار مع نوفل صاحب الطابع وطارق بن شعبان تشعب إلى الحديث عن وضعية السينما والثقافة في تونس: اهتراء منظومة الدعم المباشر غير المرتبطة بالمردودية، غياب الربط بين التعليم والثقافة (الطالب في الآداب وفي الجماليات لا يدرس السينما التونسية فما بالك بطالب الرياضيات?...).


كمال الهلالي